
- كيف نفكر في الإنحسار التاريخي للعرب اليوم ، لا بمقتضى ما يقولونه عن أنفسهم ، بل في ضوء الإشكالية الأساسية للفلسفة المعاصرة من حيث إنها تجد في مسألة " نهاية الميتافيزيقيا " أفقها الخاص ؟
- لقد كان الفيلسوف ، في تاريخ الحقيقة الذي تأسست عليه ثقافتنا ، دائماً ، فيلسوفاً " نابتاً " أي كائناً لم يجد لنفسه مستقراً ، فإذا هو مضطر في كل مرة إلى استحداث التشريع الروحي الذي يجعل وجوده ممكناً . بيد أن وضعية " النابت " هذه التي فكر بموجبها الفلاسفة العرب ، إنما هي - حسب إفتراضنا - الوضعية الراهنة للفيلسوف المعاصر بعامة ، الفيلسوف الذي وجد أن عليه أن يتفلسف في عصر " نهاية الميتافيزيقيا " ، تساوى في ذلك " نوابت " الغرب و العرب
- إن العالمية إمتحان عسير لمن يفكر في ظل ثقافة فقدت جزءاً كبيراً من ثقتها في عصر و في نفسها في آن . و ليس يعيد هذا النحو من الثقة مثل المساءلة الفلسفية . ذلك هو بعامة الغرض من هذا الكتاب